oman-logo-new
oman-logo-new
كلمة عمان

ما بين عام مضى وآخر يبدأ اليوم

31 ديسمبر 2019
31 ديسمبر 2019

اليوم هو أول أيام السنة الجديدة 2020 بعد أن اكتمل بالأمس عام 2019 بكل ما فيه من الأفراح والأتراح، حيث هذا هو حال الحياة تتقلب ما بين الفرح والترح وما بين التطلعات والآمال والتحقق، في سبيل أن يحقق الإنسان دائما الأفضل وهو مفعم بالأحلام والرجاءات إلى الله، مع البذل والعطاء والاشتياق إلى حياة رحبة وملهمة عمادها العمل والإنجاز المتواصل، وهو بحمد الله دأبنا في السلطنة بما تأسس لنا عبر القرون الطويلة في تجربة التاريخ العماني الزاخرة بالمعاني والسرديات والعبر، وفي العصر الحديث عبر النهضة المباركة التي قادها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - منذ مطلع السبعينات.

هذا هو المسار وهذه هي المسيرة والنهضة الكبيرة التي صنعها الإنسان العماني عاماً بعد عام ويوماً بعد يوم، في اتصال من الزمن والكفاح والنضال الذي يقوم على رد الاعتبار لقيمة الإنسان مفردة البناء وجوهر النماء ورأس رمح التنمية المستدامة والشاملة لاسيما في هذا العصر، الذي من أبرز سماته الاهتمام بجوهر العقل في الإبداع والابتكار، فنحن نعيش حضارة الذكاء القائم على المعرفة والتأهيل الذاتي المستمر ونهضة الشعوب بناء على تطوير القدرات، كذلك عالم يقوم على أهمية التكامل في المعارف والاقتصاديات والتجارة وكل السبل التي من شأنها أن تصنع السلام والمحبة والإخاء بين الأمم والدول على مختلف الأقاليم والقارات.

إن تأمل حصاد عام مضى سواء على الصعيد العام أم الشخصي يعني المراجعات والتوقف مع المحطات الإيجابية بحيث يكون لنا أن ندعمها لننطلق منها إلى ما هو أفضل، في الوقت نفسه لابد من تأمل نقاط الضعف بحيث نعمل على تجاوزها إلى المفيد والمثمر، وهذا هو دأب التجربة البشرية التي تتعلم من الاستمرارية والاستدامة في معاركة الحياة والأزمنة وأن طريق الاكتشاف والتجربة والإضافة ليس بالسهل ولا الهين، وأن الوصول إلى القمة يجب أن يمر بالجبال الشاهقة حيث يكون التدرب على التسلق والمقاومة، وقبله الاستعداد والمجابهة والإيمان بالأهداف والعمل وفق الخطط والبرامج.

تبقى مع بداية عام جديد أن يعمل الإنسان على التفاؤل والأمل وبناء التطلعات الإيجابية التي تساهم بالفعل في رفد الحياة نحو كل ما هو جديد ومشرق، كما أنه من الضروري أن يكون لكل منا برنامجه الشخصي لمجمل السنة، فمثلما يكون للدولة ميزانية وخطط وبرامج كذلك للمؤسسات والشركات وأيضا الأفراد، فقد انتهت الأزمنة والعصور التي يقوم فيها مسار الحياة اليومية على الانتظار والعشوائية، فاليوم نحن في حياة طابعها النظام والأرقام والبيانات، حيث يجب أن نبرمج كل ما حولنا بحيث نحقق النتائج الأفضل في الأداء والعطاء ونسير إلى ذرى المجد مساهمين في تطوير حياتنا الشخصية وكذلك في رفد أوطاننا بالمزيد من أشكال المساهمة الفاعلة والعملية التي تقود الطريق إلى المستقبل وهذه هي مسؤولية الجميع دائما وأبداً.